الاثنين، 5 يوليو 2010

ديوان محمد بن عثيمين

اسعد الله مساءكم بكل خير
انتهيت اليوم من قراءة ديوان محمد بن عثيمين - جمع و شرح و تحقيق سعد بن عبدالعزيز بن رويشد
و كنت قد انصرفت منذ فترة عن قراءة الشعر الى قراءة الروايات و السير الذاتية
غير ان " التخلق يأتي دونه الخلق " فقد عطفتني العاطفة الى الشعر فوقفت بين الدواوين و وقع الاختيار على ديوان ابن عثيمين حيث أردت أن اطلع على شعر قريب من عصرنا خاصة ان ابن عثيمين ليس ممن يتداول شعره كثيرا
فقرأت معظم الديوان الذي كان يغلب عليه طابع المدح حيث مدح الملك عبدالعزيز و ابنه سعود كما مدح الشيخ محمد بن عيسى آل خليفة و مدح الشيخ عبدالله بن قاسم آل ثاني كما كان للمراثي نصيب من الديوان و بعض المتفرقات
و لعل الناظر الى شعر ابن عثيمين يجد فيه صبغة الأولين من حيث مطالعه و اسلوبه
و لما كان الذوق هو الحكم فإن ذوقي لم يمل الى شعره حيث لم يلفت نظري الا ابيات من قصيدة هي :
ربع تأبد من شبه المها العين ... وقفت دمعي على أطلاله الجون
إن الذين برغمي عنه قد رحلوا ... حفظت عهدهم لكن أضاعوني
ناديتهم و النوى بي عنهم قذف ... نداء ملتهب الأحشاء محزون
يا غائبين و في قلبي تصورهم ... و نازحين و ذكراهم تناجيني
ما لي و للبرق يشجيني تألقه ... و للصبا بشذاكم لا تداويني
ليت الرياح التي تدري مسخرة ... تنبيكم ما ألاقيه و تنبيني
وجد مقيم و صبر ظاعن و هوى ... مشتت و حبيب لا يواتيني
من لي بعهد وصال كنت أحسبه ... لا ينقضي و شباب كان يصبيني
لم يبق من حسنه الا تذكره ... أو الأمانيّ تدنيه و تقصيني
تلك الليالي التي أعددت من عمري ... أيام روض الصبا غض الرياحين
أيام أسقى بكاسات السرور على ... رغم الوشاة بحظ غير مغبون
كما أثارت انـتباهي طريقة اتبعها الشاعر لم نألفها في الشعر الفصيح من قبل و هي أن يختم قصيدته بالصلاة و السلام على النبي صلى الله عليه و سلم و على آله و صحبه و هي عادة أحسبها مألوفة في الشعر النبطي
و هي لئن لم تعرف في الشعر الفصيح فهي عادة حسنة
و اثناء مطالعتي الديوان كانت لي بعض الملحوظات و هي :
1
- قال في إحدى قصائده التي يمدح بها الملك عبدالعزيز رحمه الله :
لكنه الأسد الضرغام إن ضبثت ... كفاه بالضد أضحى الليث كالنقد
و المعنى المفهوم بغير شك أن الملك ان قبضت كفاه على أسد يغدو الأسد كالنقد - صغار الغنم - لكنه ذكر الاسد صفة للملك ثم عاد و قال " أضحى الليث كالنقد " فلعل قائلا يقول أضحى الملك كالنقد لأنه الموصوف بالأسد
فليت الشاعر و هو القادر على تصريف الكلمة تجاوز بقدرته هذا التركيب اللفظي حتى لا يكون موضع نقد
2- قال في إحدى قصائده :
عشية لو ابصرتما يوم حاجر ... مقامي و كفي فوق قلبي أبادله
عشية لا صبري يثيب و لا الهوى ... قريب و لا دمعي تفيض جداوله
و أظن خطأ طباعيا وقع في كلمة "تفيض" و الصحيح هو " تغيض " أي قل لأنه هنا في معرض ذكر الشوق فهو يقول إن صبره لا يرجع اليه و هواه ليس قريبا - و يعني حبيبه - فبالتالي دمعه لا يزال سيالا و هو ما يناسب " لا تغيض جداوله " حيث وصف الدمع بأنه لا يفيض غير مناسب للموضع المذكور

3- يقول واصفا ناقة :
اذا ما احست نبأة من محدث ... تقول أعارتها الجناح النعائم
و لا أعلم سببا لاعارة الجناح الا الطيران و هو أمر غير متوافر في النعام لأنها لا تطير
4- و قال يمدح الملك سعود رحمه الله :
جرى معه قوم يرومون شأوه ... فضلوا حيارى في المهامه ضلعا
و أحسب خطأ طباعيا وقع في كلمة " ضلعا " و االصحيح " ظلعا "فالضليع هو الشديد القوي بينما الظالع هو الأعرج فيقال في المثل " لن يدرك الظالع شأو الضليع " و لما كان البيت في معرض ذكر تقصير القوم عن شأو الممدوح فالأنسب أن يكونا " ظلعا "

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق