الأربعاء، 22 ديسمبر 2010

في السوق

كنت في أحد محلات سوق الأقمشة ( البلوكات ) و كان الزوج واقفا مع زوجته التي سألته و قد عرضت الأقمشة أمامها :
ماذا ترى ؟
فقرأت في وجهه :

قد سألتني زوجتي ... أن نقصد المتاجرا
لساعة كي تشتري ... الأقطان و الحرائرا
جاءت لشيء واحد ... فـَـجـَـرّ شيئا آخرا
فثالثا و رابعا ... و تاسعا فعاشرا
حتى إذا ما أصدرت ... للعامل الأوامرا
لينزل الطاقات بل ... و يحضر المساطرا
و التفتت نحوي و حا...لي لا تسر الناظرا
تسألني : ماذا ترى ... فقلت : أن نغادرا

السبت، 4 ديسمبر 2010

ديوان ابراهيم طوقان

اسعد الله أوقاتكم بكل خير
انتهيت قبل أيام من قراءة ديوان ابراهيم طوقان الصادر عن مؤسسة جائــزة عبالعزيز البابطين للإبداع الشعري
- إعداد و ترتيب : ماجد الحكواتي

و لقد وقفت على مجموعة أبيات أعجبتني فأحببت أن تشاركوني بها :

1- يقول ابراهيم طوقان و قد تجلت ظرافته و حسه الفكاهي :
و طبيب رأى صحيفة وجهي ... شاحبا لونها و عودي نحيفا
قال لا بد من دم لك نعطيـــ ... ـــه نقيا ملء العروق عنيفا
لك ما شئت يا طبيب و لكن ... أعطني من دم يكون خفيفا

2- و قال في قصيدته " في المكتبة " و أبدع :
و غريرة في المكتبة ... بجمالها متنقبة
أبصرتها عند الصبا... ح الغض تشبه كوكبة
جلست لتقرأ أو لتكــ ... ــتب ما المعلم رتبه
فدنوت أسترق الخطى ... حتى جلست بمقربة
و حبست حتى لا أرى ... أنفاسي المتلهبة
و نهيت قلبي عن خفو ... ق فاضح فتجنبه

إلى أن قال :

يا ليت حظ كتابها .... لضلوعي المتعذبة
حضنته تقرأ ما حوى .... و حنت عليه و ما انتبه
فإذا انتهى وجه و نا ... ل ذكاؤها ما استوعبه
سمحت لأنملها الجميــ ... ــل بريقها كي تقلبه
و سمعت و هي تغمغم الـ ... ــكلمات نجوى مطربة
و رأيت في الفم بدعة ... خلابة مستعذبة
إحدى الثنايا النيرا ... ت بدت و ليس لها شبه
مثلومة من طرفها ... لا تحسبنها مثلبة
هي لو علمت من المحا ... سن عند أرفع مرتبة
هي مصدر السينات تكــ ... ــسبها صدى ما أعذبه

3- و قال في قصيدته " ليلى كوراني " و قصتها أن السيد إلياس كوراني - استاذ في الجامعة الأميركية- رزق بطفلة حار في تسميتها فكانت سعادا ثم منى ثم قر قراره على ليلى . و قد دعا من معلمي الجامعة الأميركية إلى حفلة أنس في داره فألقيت هذه الأبيات :
بين ليلى و سعاد و منى ... حار إلياس كما حرت أنا
غير أني لا أرى من عجب ... أن يكون الاسم قد حيرنا
تكثر الأسماء في شيء إذا ... كثر المعنى به أو حسنا
طفلة عن والديها نسخة ... كرمت أصلا و طابت معدنا
قل لوجه البدر إن قابلته ... جاءك الحسن انعكاسا من هنا
لكن البشرى بليلى أنها ... أول الأزهار في روض الهنا


4- و قال هذه الأبيات التي نظمها على إثر خروجه من المستشفى الألماني في القدس بعد أن أجريت له عملية جراحية كبرى :
إليك توجهت يا خالقي ... بشكر على نعمة العافية
إذا هي ولت فمن قادر ... سواك على ردها ثانية
و ما للطبيب يد في الشفاء ... و لكنها يدك الشافية
تباركت أنت معيد الحياة ... متى شئت في الأعظم البالية
و أنت المفرج كرب الضعيف ... و أنت المجير من العادية


5- و قال في قصيدته " السماسرة " التي أشار فيها الى بعض الجرائد المأجورة التي كانت تدافع عن فئة من السماسرة و تستر خيانتهم :
أما سماسرة البلاد فعصبة ... عار على أهل البلاد بقاؤها
إبليس أعلن صاغرا إفلاسه ... لما تحقق عندع إغراؤها
يتنعمون مكرمين كأنما ... لنعيمهم عم البلاد شقاؤها
هم أهل نجدتها و إن أنكرتهم ... و هم و أنفك راغم زعماؤها
و حماتها و بهم يتم خرابها ... و على يديهم بيعها و شراؤها
و من العجائب إن كشفت قدروهم ... أن الجرائد بعضهن غطاؤها
كيف الخلاص إذا النفوس تزاحمت ... أطماعها و تدافعت أهواؤها

أقول : و كأنني و أنا اقرأ القصيدة أشعر بنفس الرصافي فيها


في الختام لا بد من إشارة :

نظم الشاعر قصيدة في فتاة لبنانية اسمها سارة الخطيب و جاء أحد أبياتها كالتالي :
و انت كاسمك " سارة " لا بل أنت مصدره ... " السرور " و سره و أجل الناس سماكِ

فعلق معد الديوان " ماجد الحكواتي " في الهامش بقوله : البيت فيه خلل عروضي
و لم يكن مخطئا في ذلك غير أنه لو اعاد النظر في البيت لعلم أن كلمتي " سارة ، السرور " ليستا من أصل البيت
فالبيت أصله : و انت كاسمك لا بل انت مصدره ... و سره و أجل الناس سماك
و اما سارة و السرور فوضعتا لبيان المراد ، فإن الشاعر حينما قال :[ و انت كاسمك] كتب سارة ليتبين مقصوده
و حينا قال :[ لا بل أنت مصدره] كتب السرور ليعلم ما أراد ، و أحسب أن الشاعر - و كعادة كثير من الشعراء - يدون
مقصده فيما يخشى أن يغمض فهمه على القارئ و يكون التدوين فوق الكلمة او على الهامش و هنا يبدو أن جاء فوق الكلمة فالتبس على الأخ ماجد و ظنها من صلب البيت