السبت، 2 أغسطس 2014

كتاب " عرفت هؤلاء " للعوضي الوكيل




أسعد الله أوقاتكم بكل خير
أنهيت قبل فترة قراءة كتاب [عرفتُ هؤلاء] لمؤلفه ( العوضي الوكيل ) و كان الكتاب قد أهدي إلي من أخ كريم كعادته و هو صديقي بل أخي / فهد محمد نايف الدبوس
و الكتاب من مطبوعات [ مكتبة و مركز فهد بن محمد بن نايف الدبوس للتراث الأدبي – الكويت ] و هو من الكتب التي تستهويني حيث إن مؤلفه يتحدث عن سيرة أشخاص التقى بهم و تعرف عليهم فهو يذكر عنهم ما رآه منهم و ما كوّنه حولهم من آراء ، حيث أرخ فيه لست عشرة شخصية أحسبني لا أعرف نصفهم إن لم يكن أكثر لو لم اطلع عليه ، حيث إن بعض الشخصيات لا يعرف عنها إلا من له اهتمام في المجلات و الجرائد التي كانت سائدة في تلك الحقبة و لعل تلك الحقبة تعتبر حقبة ذهبية مرت على مصر من حيث الحياة الأدبية فيها نظرا لوجود عدد كبير من أدبائها و شعرائها ممن عاصروا تلك الحقبة و لا يفوتني قبل الشروع في الحديث عما راق لي من الكتاب أن أجزل شكري لأخي فهد حيث وجه لي شكرا خاصا في مقدمة الكتاب لا أظنني كنت أستأهله ، إذ لم أساهم في الكتاب الا مساهمة جد يسيرة ، لكنها عادة كريمة فيه

1- ممن راقت لي شخصيتهم الشاعر محمد مصطفى حمام حيث إنه يملك حسا في الظرافة تجعل ذا الطبع المكدود مثلي يميل إليه و يأنس له ، حيث إنه يتمتع بقدرة على تقليد الأصوات استخدمها مرة في إصلاح ذات البين بين العقاد و محمد توفيق دياب ، إذ اتصل على العقاد مقلدا صوت دياب و اعتذر له ، ثم اتصل على دياب مقلدا صوت العقاد و اعتذر له ، فأصلح بينهما بعد هاتين المكالمتين و له طرائف أخرى مذكورة في سيرته تستحق الاطلاع عليها

2- كما راقت لي سيرة / عبدالعزيز فهمي و لعل ذلك يعود لتشابه طبيعة العمل ، حيث إنه كان محاميا ، و ذكر المؤلف عنه أن ابراهيم المازني اتهم في قضية صحفية فترافع عنه عبدالعزيز فهمي دون مقابل باعتبار ان المتهم هو الأديب الكبير ابراهيم المازني

3- تحدث المؤلف عن الشاعر و الدكتور ابراهيم ناجي ، و لشدما أعجبت بشعر هذا الشاعر الرقيق لا سيما حين ينشد قوله :
فإذا الدنيا كما نعرفها ..... و إذا الأحباب كل في طريق
غير أني عرفت شخصيته و نبل أخلاقه أكثر و أنا اقرأ سيرته التي ذكرها المؤلف حيث كانت عيادته كأنها مستشفى مجاني للأدباء و الشعراء و الفقراء ، و كانت وفاته أيضا مؤثرة إذ سقط مفارقا الحياة و السماعة في يده و هو يكشف على أحد مرضاه

4- لم تشدني سيرة شخصية كما شدتني سيرة / أحمد زكي أبوشادي فقد كانت حياته ملأى بالمودة و المخاصمات – كما يذكر المؤلف – مع الأدباء و الشعراء ، و كان قد أنشأ مجلة (أبولو ) و يعجبني العقاد حين طلبت منه جماعة أبولو أن يكتب لها فكتب كلمة يعيب فيها على اختيار اسم أبولو للمجلة إذ أنه اسم لا تعرفه العرب و إنما عرفوا عطارد مثلا ، و كانت هذه لفتة تحمد للعقاد

5- تطرق المؤلف للشاعر الحلاق حسن محمد البطريق ، و لعل الذي جذبني إليه هو فكرة أن يكون الشاعر ذا مهنة ، و حيث مرت علي أثناء قراءاتي سيرة الشاعر الجزار و أعجبتني طرافته ، كما مرت علي سيرة الخبزأرزي ، فيبدو أن تلك الفكرة قد راقت لي فأعجبت بالحلاق ذلك فضلا عما أورده المؤلف عن هذا الشاعر من أخبار

- و أحب أن أنوه إلى أنه تروق لي طريقة أخي فهد بوضع صورة لكل شخصية ، ذلك أن الصورة الشخصية تزيد القارئ قدرة على تكوين فكرة عن الشخصية التي يقرأ عنها