الأحد، 12 أغسطس 2012

ديوان شعر " لا تقرأوا قصائدي " لمصعب بن سلطان السحيباني

أسعد الله أوقاتكم بكل خير انتهيت امس من قراءة ديوان الشاعر مصعب بن سلطان السحيباني " لا تقرأوا قصائدي "  و كان السبب في اقتنائي ديوانه هو اني كنت اقرأ له إبان مشاركتي في منتدى الساخر  - سقى الله تلك الأيام - و لعله يصدق عليها ما قلتٌ: مضت تلكم الأيام عنا حميدة ... سريعًا و كنا في نعيم و لا ندري ثم التقيت به من خلال التويتر و سعدت لما علمت بطرحه ديوان شعره فاقتنيته و سأورد ما  راق لي منه و ما لي علي من ملحوظات :  ١- من قصيدة قتال الأيام. اعجبني قوله    و حين كرام القوم ولّوا جميعهم .. و خُلِّفت وحدي للمصائب و الردى و أيقنت أن القوم لا خير فيهم .. و أن ليالي الصفو قد ذهب سدى  سللت على الدهر الغدور عزائمي .. و سقت إليه الصبر جيشًا مجردا و همة نفس لا تزال فتية  .. و قلب رقيق صار في الرزء جلمدا  وضعت يدي اليمنى بيسراي واثقًا .. بنفسي ، فلم أمدد بزاوية يدا و لعلي أرى نصب ( قلب رقيق ) لكونه معطوفًا على( الصبر او العزائم )المنصوبتين و كنت لأقبل بأنه بدء جملة جديدة لولا قوله ( وضعت يدي ....) التي تنبئ انه لا يزال في سياق حديثه     ٢- من قصيدة مشيب الشباب  و أيامه مرت عليه هزيلة ... و ودع في عهدالطفولة ما ارتضى و أخفى الذي يلقى و أظهر ضده .. و أفصح في شكواه حينًا و عرّضا  فقد أعجبني سياق البيت الثاني  ٣- يقول من قصيدة "لا تلوموه قد أضاع شبابه" و قد ابدع   ليتني لا أزال يا قلب طفلًا .. يئس الهم أن يدوس رحابه ليس يشقى كما شقيت و يلقى .. أكبر الهم فقده ألعابه لو تأملت ما تراه من العيــ .. ــش لأبصرتها تجسّد غابة كل فرد و إن رأيت ابتسامًا .. منك يرجو طعامه و شرابه    كالعصابات هم و أي أمان .. سوف ترجوه من حياة العصابة لا يغرنك ما تراه جميلا .. من ربى او مناظر خلابة صاغها الله للعباد جمالًا .. فأحال الأنام ذاك خرابة لو تقام الحدود حقًا أقمنا.. في قلوب العباد حد الحرابة ضقت ذرعًا بهم و لولا رجائي .. لاعتزلت الورى و عفت الكتابة و يقولون كن كحسان شعرًا .. قلت لكن و أين عهد الصحابة كيف أرجو من الأباعد عزًّا .. إن يكن منبع الهوان القرابة لست ألقى و إن بحثت صديقًا .. إنه صار مثل ظل السحابة إن وفى بالعهود يومًا فحاذر .. و ترقبه طالبًا أتعابه ٤- و من قصيدة انا و هي و المطر  اعجبني قوله و قد اوجز  إلهي قد شكوت إليك قومًا ... عقولهم كأيديهم خفاف  ٥- و من قصيدة شكرًا يدي. اعجبني قوله  و من يغتر بالدنيا فإما ... غبي أو عن الدنيا تغابى و كن ذئبًا تعش فيهم سعيدًا .. و إلا سوف تلقاهم ذئابا  ٦- اورد الشاعر قصيدته في الرد على قصيدة نشرت بعنوان " سحالي نجد "  و كنت اتمنى لو انه ذكر القصيدة الأصل حتى يتبين لنا سبب رده و قوة معارضته و انا شخصيًا اعجبتني قصيدة السحالي و كنت اتمنى ان لو كان رد الشاعر اجزل و هو قادر على ذلك  علمًا بأن قصيدة " سحالي نجد " مطلعها  سمعت رنتها أثناء اطراقة .. فأسرعت ق فتح الخط اغلاقه  و لا اعلم لمن  و قد  قرأت ردًا باسم " ام عبدالعزيز " على هذه القصيدة و كان جميلاً بحق و مطلعها  مهلا هداك الذي آتاك ارزاقه .. و زاد حرفك بالإمصاف اشراقة ٧- من قصيدة رحمة الله عليه  اجاد الشاعر في وصف من يريد فقط ان ينتقد القصيدة   فوصفهم بقوله: يتأملون حروفها حتى غدت ... كبضاعة في كف من لن يشتري  ٨- و من قصيدة و ثوى البدر في رثاء الملك فهد رحمه الله  لم يرق لي ذم الموت  في قوله ا لم تر ان الموت اغدر من مشى .. و افجع من آوى و ابدع في المكر ، وإن كان جمع كبير من الشعراء قد تواتروا على ذلك الا ان فيه تجاوزا شرعيا لا ارتضيه للشاعر و احسبه - غفر الله له - كانت سهوًا منه  ٩ - لم اقرأ لشاعر بيتا في الاحماض الا حسبت فيه ظرافة  و لئن كان التطرق لذلك في عصرنا قد يتجنبه الشاعر خشية اساءة الظن فيه  الا ان اهل الادب يعلمون ان غالب ما يقال  - ان لم يكن الكل - هو من نسج الخيال لذا فإني رأيت ابياته الاربعة اللامية من وحي الخيال ، لأن توفيق الحكم يقول في مقدمة روايته    يوميات  نائب في الارياف : "لماذا أدون حياتي في يوميات ؟ أ لأنها حياة هنيئة ؟ كلا ! إن صاحب الحياة الهنيئة لا يدونها ، و إنما يحياها "