الاثنين، 31 أغسطس 2009

السخف الحديث

اسعد الله اوقاتكم بكل خير

كنت حتى وقت قريب اخجل من ابداء تعليق حول مقطوعة شعرية او نثرية تبدى على مسامعي

و كنت اقول في نفسي تمهل قليلا حتى يشتد عودك و تكون اقدر على النقد و بيان موضع الخلل

لكن رأيت في الآونة الأخيرة - و بكثرة - ظهور مدعي الأدب و الطالعين على الناس بوباء الشعر الحديث

حتى ظننتهم سيتفوقون عددا على شعراء بلاط سيف الدولة

و عليه فقد اخذت العهد على نفسي ان ابدي رأيي مهما كان جارحا في وجه هؤلاء المدعين فمن لم يستحي من نفسه

بعرض تفاهاته المسماة شعرا حديثا لن استحيي منه في عرض رأيي عليه

و لكوني من محبي الأدب الاصيل و الشعر المقفى فإني رأيت أصحابه كثيرا ما يستشهدون بمحفوظاتهم من شعر العرب

و حكم ادبائه

فأين اصحاب الشعر الحديث من استشهاداتهم ام ان كل واحد منهم شاعر بنفسه منعزل عن ادب غيره

و المرء لا ينشأ من نفسه عالما و إنما لا بد من علم من سبقوه كي يستقي منه ثم يبدأ بتكوين ثقافته و منها ينطلق

و يكمن عزائي دائما في قول الشاعر :

تحدثني فلم أفهم حديثا ... كأن حديثها الشعر الحديث

و أذكر أني مرة جاءتني نوبة اشمئزاز - و كثيرا ما تأتيني - من هذا الشعر فقلت :

لما تردى الشعر في عصرنا ... و كل شعر مشبه عصره

قبلته بالرغم مني و هل ... كان على التغيير لي قدرة

كم أسمعونيه و لولا التقى ... حسدت ذاك المشتكي وقره

كل يرى في نفسه شاعرا ... و الشعر يا جهال بالفطرة

و ربما جاملت في الرأي ذا ... شعر ركيك يبتغي الشهرة

و صاحب من شعره لم يكن ... قد راق لي شيء عدا بحره

لكنما ما حيلتي في الذي ... جاء بلا وزن و لا فكرة