الأربعاء، 13 مايو 2009

من هنا و هناك

اسعد الله اوقاتكم بكل خير

اعتدت ان أسطر في دفتر لي ما يعجبني مما أمر عليه اثناء قراءتي لأي كتاب

و ارتأيت اليوم أن أشرككم ببعض مما دونته :

سئل طبيب عربي عن مقدار الطعام اللازم للتغذية فقال وزن مئة درهم ، فيل له : هذا المقدار ما يعطي من القوة ؟
فقال : هذا المقدار يحملك و ما زاد عليه فأنت حامله

========

تقول العرب : لا تقل فيما لا تعلم فتتهم فيما تعلم

========

المال خادم جيد و سيد فاسد

========

قال ابن المعتز : نعم الرفيق الأمل ، إنه إن لم يبلغك فقد آنسك و استمتعت به

========

لما ولي عمر بن عبدالعزيز رضي الله عنه الخلافة كتب الى الحسن البصري : إني ابتليت بهذا الأمر فانظر لي أعوانا

فكتب له الحسن : اما ابناء الدنيا فلا تريدهم و اما ابناء الآخرة فلا يريدونك فاستعن بالله
========


و للحديث بقية

السبت، 9 مايو 2009

وقفة مع أبيات

اسعد الله مساءكم بكل خير

لم أجد الشاعر يختلف عن غيره من الناس الا بكونه صاحب نظرة مخالفة لما تراه الناس

فكأن عينيه تريان ما لا نراه و كأنه يفكر بطريقة غير التي نفكر بها و الا فكيف تسنى له هذا الإبداع و هذه الأفكار

انظر معي الى قول ابن الرومي - كما نسبه محقق ديوان الوأواء الدمشقي مع اني لم أجد البيتين في ديوان ابن الرومي - :

من قاس جدواك يوما ... بالسحب أخطأ مدحك

السحب تعطي و تبكي ... و أنت تعطي و تضحك


و انظر الى قول ابن نباتة المصري :

احبتنا إن عفتم السهل منزلا ... و اخليتم من جانب الجزع موطنا

فقد حزتم دمعي عقيقا و مهجتي ... غضى و سلكتم من ضلوعي منحنى

انظر كيف خطرت له فكرة المنحنى و الضلوع ، فلله دره

و هو القائل يرثي ولد أحد المشايخ و قد توفي دون أن يتم السنة من عمره :

يا راحلا عني و كانت به ... مخايل للفضل مرجوة

لم تكتمل حولا و أورثتني ... ضعفا فلا حول و لا قوة

و لكني كلما قرأت بيتي ابن سناء الملك أقول لله دره على هذه اللمحة الغريبة إذ يقول :

اما و الله لولا خوف سخطك ... لهان علي ما ألقى برهطك

ملكت الخافقين فتهت طرا ... و ليس هما سوى قلبي و قرطك

و اسلموا

الأربعاء، 6 مايو 2009

النقد الشعري

اسعد الله اوقاتكم بكل خير

لما أقرأ لنقاد هذا العصر يصيبني نوع من الغثيان و اشعر باشمئزاز لما أرى من اسفاف و تبجح ممن للا يملك حتى أدنى أدوات النقد و كأنني حينها أردد قول الشاعر :
غرور و اعجاب و فرط تصلف .. و مد يد نحو العلا بتكلف
و لو كان هذا من وراء كفاية .. عذرنا و لكن من وراء تخلف

فمن يتصدى للنقد عليه أن يكون ملما بعلوم كثيرة منها اخبار العرب و رواية الشعر و معرفة اساليب الشعراء
و بعد هذا و ذاك يجب أن يكون لديه ذوق ادبي حتى يتميز في فن النقد

لما قرأت كتاب " غيث الأدب الذي انسجم في شرح لامية العجم " - او الغيث المسجم في شرح لامية العجم كما هو مطبوع - علمت من مؤلفه - صلاح الدين الصفدي - كيف يجب أن يكون الناقد

و لعل مثالا واحدا سأطرحه يكفي بإيضاح مبتغاي :

يقول الصفدي :

عيب على ابن بقي قوله :

حتى اذا مالت به سنة الكرى ,,, زحزحته شيئا و كان معانقي
أبعدته عن أضلع تشتاقه ,,, كي لا ينام على فراش خافق

- مع أن معناه راق جدا إلا أنه أعيب عليه -
ثم يضيف الصفدي : و قدم عليه قول الحكم بن عيال :

إن كان لا بد من رقاد ... فأضلعي هاك من وساد
و نم على خفقها هدوا ... كالطفل في نهنه المهاد

ثم يقول الصفدي :

و قد رددت على قول ابن بقي فقلت - و انظر لعمق النقد و بعد نظره- :

أبعدت من تشتاقه عن أضلع .... ما انت عند ذوي الغرام بعاشق
هذا يدل الناس منك على الجفا ... إذ ليس هذا فعل صب وامق
إن شئت قل أبعدت عنه أضالعي ... ليكون فعل المستهام الصادق
أو قل فنام على اضطراب جوانحي ... كالطفل مضطجعا بمهد خافق

نعم كذا ليكن النقد و إلا فأريحونا من هذه التفاهات