الاثنين، 23 نوفمبر 2009

مرايا الذات - عبدالله زكريا الأنصاري - رحلة الكتابة و الشعر

شاء لي حظي الحسن ان ادخل الى ركن المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب ابان معرض الكتاب فلمحت كتاب " مرايا الذات - عبدالله زكريا الأنصاري - رحلة الكتابة و الشعر " للاستاذة الدكتورة سهام الفريح و كم فرحت أن أرى لهذا الأديب أثرا بعد أن كنت اسمع عنه كشاعر و يتردد في مسمعي مطلع قصيدته :
حامل النقرور يطوي الأرض طي .... مسرعا للبيت كي يشويه شي
فجعلت اتصفح الكتاب الذي وجدته شاملا مسيرته بدئا من نسبه مرورا بنشأته و ثقافته ثم الوظائف التي تسنمها ثم دوره في الحياة الأدبية و الفكرية
و لربما لا يذكر أحد الشاعر فهد العسكر الا و يعقبه بالترحم على عبدالله زكريا الانصاري الذي كان له الفضل بعد الله في حفظ تراث فهد العسكر الشعري بعد ان احرق منه ما احرق و اتلف ما اتلف
و لعل إحدى اللفتات اللطيفة التي ذكرتها المؤلفة هي اغفال الانصاري اسماء الشخصيات التي كانت تتصل بفهد العسكر و تحضر مجلسه و ذلك عند حديث الانصاري عن العسكر حيث يقول " و كان له بعض الاصحاب منهم الشاعر و منهم الأديب و منهم الإنسان ..." و إن كنا نستطيع حصر اثنين من هؤلاء الجلاس :
1- الشاعر عبدالمحسن الرشيد :حيث إنني أذكر لقائي و صديقي فهد الدبوس بالشاعر الذي كان له فضل الحفاظ على قصائد العسكر و تزويد عبدالله زكريا الانصاري حتى ظهر لنا ديوان العسكر بالمظهر الذي نراه الآن
2- عبدالله العلي الصانع :حيث يشير الأخ فهد الدبوس في مؤلفه " الشاعر الراوية الاديب - عبدالله العلي الصانع و صفحة ناصعة من الإبداع الأدبي " الى الشاعر فهد العسكر كأحد أصدقاء عبدالله العلي الصانع و قد ارفق صورة التقطت عام 1948 لمجلس الشاعر فهد العسكر حيث يضم عبدالله العلي الصانع و عبدالله زكريا الانصاري و عبدالرزاق البصير ( الذي يحتمل أن يكون أيضا من جلاس العسكر )( انظر صفحة 61 من الكتاب )
ثم تذكر لنا المؤلفة كتب الانصاري و مؤلفاته فتستعرضها واحدا تلو الآخر مع نبذة عن كل مؤلف او كتاب ثم تذكر ما كتب عن الأنصاري من معاصريه و قارئي مؤلفاته
ثم تتناول المؤلفة شعر الأنصاري فتبدأ ببيان رؤيتها حول شعره و ما يتضمنه من افكار
و بعده تورد اشعار الانصاري التي كتب لها أن تضم بين دفتي كتاب بعد ان كانت متفرقة بين المجلات و الاصحاب
و لعل الانصاري بجزيل فعله مع اشعار فهد العسكر نال شيئا من حقه في حفظ اشعاره و ظهورها للقراء من قبل الدكتورة سهام الفريح و كأنما هو اثبات للمثل العامي " ما سوَّيت سوِّي بك "
و بعد الاطلاع على الكتاب كان لا بد من ابداء استحسان و بعض الملحوظات التي و إن أبديت فإنها لن تنال من فضل المؤلفة في حفظ أشعار الانصاري و اظهارها للقراء
- فقد ورد في الصفحة 137 " و من مداعباته مع الاصدقاء مقطوعته في الشيخ يوسف بن عيسى "الا انه بالاطلاع على القصيدة في صفحة 234 يتبين انها موجهة للشيخ ملا عيسى مطر و الأمر لا يعدو - كما يبدو - غير سبق قلم
فما إن يرد اسم الشيخ يوسف الا و يتبادر الى الذهن يوسف بن عيسى و لذلك وقع الخطأ

- ورد في الصفحة 139 " فأهداه الشيخ احمد غنام الرشيد الحمود ديوانه فكان شكره مقطوعة شعرية "
و بالاطلاع على القصيدة الواردة في صفحة 148 يظهر لنا في الابيات قوله :
اهديتني ديوان شعـــ ... ــر الأخرس الحلو النظام
فيظهر لنا ان شكره - كما نعتقد - جاء بناء على اهداء الشيخ احمد رحمه الله اليه ديوان الأخرس و ليس ديوان شعره
- ورد في صفحة 166 قصيدة الصمت و هي جواب عن رسالة صديق و بالاطلاع صفحة 307 يتبين لنا ان القصيدة جاءت ردا على قصيدة للمشاري الواردة في صفحة 307 حيث اثبتت مرة اخرى قصيدة الانصاري في صفحة 308 فحبذا لو لم تذكر القصيدة اولا في صفحة 166
- في صفحة 288 وردت قصيدة علق في آخرها انها رد على قصيدة الأنصاري " انذار " و لكان أفضل - بحسب رأيي - ان تأتي قصيدة الانصاري قبلها حتى يكون الأمر متسلسلا ، الا ان قصيدة الأنصاري وردت بعدها بثلاث قصائد
-في صفحة 313 وردت قصيدة محمد المشاري ناقصة حيث انها في ديوان المشاري صفحة 221 اطول
و نلتمس العذر للمؤلفة في ذلك نظرا لأن ديوان المشاري صدر بعد مؤلـَّـفها بأربع سنين
و شعر الانصاري - بحسب رأيي - " من حقه ان تسمعه " و قد وقفت على قصائد له اعجبتني منها :
1
- قصيدة اهديت الى الشاعر عبدالمحسن الرشيد وردت صفحة 238
دان له الشعر بأركانه ... فراح يمليه بأشجانه
قد نظم الشعر غناء له ... فأسكت الطير بألحانه
و أذهل الصداح في صدحه ... و أخرس البلبل في بانه
أرسله منسجما رائعا ... مسلسل اللفظ بأوزانه
مهذب المعنى قوي البنا ... يعجز باغيه بإتيانه
قد ضرب الحكمة في قوله ... و أثبت القول ببرهانه
و قد تحاشى الزيف في نظمه ... فجاء مرصوفا ببنيانه
إذ أنه في طبعه شاعر ... قد وزن الشعر بميزانه
فكان فيه ملكا قادرا ... كأنه كسرى بإيوانه
أو أنه في عرشه قيصر ... يملكه الزهو بتيجانه
فيا له من شاعر ناشئ ... قد ذلل الصعب بإيمانه
أضحت له الألفاظ منقادة ... فخاض في ساحة ميدانه
و الشعر لا ينقاد الا لمن ,,, مارسه دوما بإدمانه
خلقت للشعر و ما كل من ... أراده كان بإمكانه
مناله صعب و لكنما ... يناله الحر بسلطانه
و أنت قد دان لك الشعر في ... كل معانيه بأرسانه
فانظم و لا يأخذك في نظمه ,,, عذل عذول ضل في شانه
و رتل الشعر و لا تخش في ,.. ترتيله كثرة عدوانه
و غن فيه مرحا زاهيا ,,, ثم تنقل فوق أفنانه
و اشد به و ابلغ عنان السما ... و أطرب الأذن بإرنانه
و اعزف على قيثاره منشدا ... و حرك النفس بألحانه
فانت بالشعر خليق و قد ... دان لك الشعر بأركانه
2- في صفحة 243 قصيدة كتبها على غلاف كتاب اهداه الى ابن خالته و ذلك لنجاحه في تمثيل دور امير المؤمنين على مسرح الأطفال :
امير المؤمنين اليك اهدي ... كتابا قد حوى قصصا رشيقة
كتابا زاده أدب و فن ... و ألوان من الطرف الرقيقة
و فيه من النوادر كل عجب ... خيالات تزيت بالحقيقة
الا فاقرأه و اقرأه بشوق ... و لا تغفل معانيه الدقيقة
فخذه بقوة الحكماء إني ... أقدمه بأبيات أنيقة
و حسبك قد شدوت بها فجائت ... منمقة اليك من السليق
ةمنمقة تهز النفس هزا ... و تطرب كل ذي أذن مفيقة
اجدت الدور تمثيلا و حفظا ... و فزت به و لم تخطئ طريقه
فصرت بما نجحت به حريا ... كما بك كل أبياتي خليقة
وقاك الله من كيد الأعادي ... و صان خطاك كي تخطو طليقة
3
- و يتبين حسه الفكاهي في صفحة 298 في قصيدة البرجسية
لما الصباح تنفس ... و الريح هب و نسنس
رأيت برجس يزهو ... فيا له اليوم برجس
ياتي الغداء برأس .,.. عال و لا يتنكس
و إن تسلل يوما ... حول الخوان و هسهس
و أبصر اللحم أقعى ... و أبصر الخبز غمس
يجول في الرز طورا ,,, و تارة يتلمس
و بطنه مثل كيس ... لا لرز يكفيه لا الخس
و لا القوازي خرافا ... و لا الجريش المكدس
فيا له ليث غاب ... إما أتى الليل عسعس
و راح يبطش بطشا ... بكل ناعم املس
يوم الخميس يرجى ... في كل ناد و مجلس
حيث الصحاب جلوس ,,, و بينهم هو اطلس
ان كان فينا أكول ..., فبيننا هو اضرس
فليس يخشى صعابا ,,, اما اتى و تحمس
في العاديات شجاع ,,, و في الملمات اشرس
يروقه كل شيء ,,, مقشر او ملبس
و يعلك اللحم علكا ... اما العظام فيلحس
في كل وقت فصيح ... اما على الأكل اخرس
و يترك الصحب دوما ... بالأكل اما تبربس
و ان حشا البطن حشوا ... فبعد ذلك ينعس
و ان تحدث قوم ... عن اكلة راح و اندس
و شمر الساق ركضا ... والقلب منه توسوس
يستاف ريح القوازي ... و لو غدت فوق اطل
سيجتر مثل بعير ... اضناه سير فعرس
فهذه كلمات ... و انت في الجد اكيس
و انها لمزاح ... من شاعر لك قدس
فالبس كريم السجايا ... فإنها لك ملبس
إني أقول ختاما ... بخ بخ يا ابن برجس

الاثنين، 16 نوفمبر 2009

ديوان محمد أحمد المشاري

اقتنيت ديوان محمد احمد المشاري الصادر عن مركز البحوث و الدراسات الكويتية - الكويت - 2007 - الطبعة الأولى
مراجعة الدكتور خليفة الوقيان
يحتوي الديوان 295 صفحة غير الفهرس
و قد قدم للديوان الاستاذ عبدالله زكريا الانصاري رحمه الله الذي كان حريصا على أن يرى الديوان النور بحسب ما ذكره رئيس المركز
الاستاذ عبدالله الغنيم الذي كرر شكره لأسرة الشاعر التي تقدمت بالأصول المخطوطة للقصائد
و يذكر الاستاذ عبدالله زكريا في تقديمه ان الشاعر كان يحفظ اشعاره و كثيرا ما كان يعتمد على حفظه و كان لا يكتب مناسبة كتابة
القصيدة و لاتاريخها ، و كان الاستاذ عبدالله يتمنى ان يجلس مع الشاعر ليكتب مناسبة كل قصيدة و تاريخها الا ان الأجل المحتوم حال
دون ذلك
و قد كنت تواقا الى الحصول على الديوان حتى اتمكن من مقابلة قصائد الشاعر التي وجدتها من ضمن اوراق جدي رحمه الله
و بعد قراءتي الديوان تلاحظ لي وجود قليل من الاختلافات في كلمات بعض الابيات و من جانب آخر اختلاف في حروف العطف
التي لم تغير المعنى - بحسب رأيي - و لذا لم أر داعيا لذكرها :
1- قصيدة العيد الوطني
وردت في الديوان 21 بيتا بينما وجدتها في أوراق جدي رحمه الله مطبوعة و مذيلة باسم الشاعر رحمه الله 26 بيتا ، و قد كتب في
اعلى الورقة " عيد الكويت السادس عشر "
و سأورد هنا الابيات التي لم ترد في الديوان
فبعد البيت :روح الإخاء تجلت في مرابعنا ... و نفحة الجود جالت في مجالينا
و قبل البيت :و لا نؤاخذ بالأقوال عائبنا ... و لا نقابل بالأحقاد شانينا
جاء قوله :فأصبح الرعي مبذولا بموطننا ... لكل جنس فما شحت مراعينا
كم من غريب اتاها و هو مشتمل ... خشونة العيش فيها أصبحت لينا
و عاطل لم يجد في أرضه عملا ... لاقى النجاح بها كسبا و تكوينا
حتى تساوى مع ابن الدار وافدها ... بل زاد في الشأن أعدادا و تمكينا
فما تذمر وسط الجمع معوزنا ... و لا تأفف خلف الصف عافينا
كما وردت هناك بعض الاختلاف في الكلمات ما بين الأوراق التي لدي و بين الديوان فأحببت أن أبينها فأكتب البيت ثم أورد الاختلاف :
نثني عليه و ندعو أن يعيش لنا .. بالنصر و العز و الاقبال راعينا
جاءت كلمة يديم بدلا من يعيش
روح الإخاء تجلت في مرابعنا ... و نفحة الجود جالت في مجالينا
جاءت الإباء بدلا من الإخاء
فالقول يذهب أصداء مبعثرة ... و الفعل يمكث تسجيلا و تدوينا
جاءت فالزيف بدلا من فالقول ، و مشتتة بدلا من مبعثرة ، و الحق بدلا من الفعل
فلنبن قبل المباني صرح وحدتنا ... و لتعل بالخلق الزاكي معالينا
جاءت و لنعل بدلا من و لتعل
============================================================
2- قصيدة لم تنشر في الديوان و قد وجدتها منشورة - في ورقة صفراء - لكن لم استطع معرفة الجريدة او المجلة التي نشرت فيها
و لا تاريخها كما لم أستطع معرفة مناسبتها حيث قصت الورقة من الاعلى
ليس هذا الذي تدفق بحرا ... إنه الشعب و الملايين تترى
أقبلت كالسحاب يخطر فوق الـ ... أرض حتى لم تخل في الأرض شبرا
بهتاف أقوى من الرعد وقعا ... و حماسي ينصب في الجو جمرا
و نفوس تهتز شوقا و حبا ... و قلوب تكاد ترقص بشرا
منظر فيه رهبة و جلال ... يعجز الوصف عنه شعرا و نثرا
من رآه ظن القيامة قامت ... يوم أن تحشر الخلائق حشرا
ليس هذا الذي جرى بعجيب ... ليس هذا الذي تحقق سرا
إنه الشعب جاء يستقبل ابن الـ .. ــشعب مستبشرا به قويا و حرا
و هو من قد بنى العلا بيديه ... و هو من شاد للعروبة نصرا
ثائر ما أبوه ملك ومنه ... ورث التاج أو ثري فأثرى
تاجه حب شعبه و رضاه ... جل شأنا عن الملوك و قدرا
يا أبا خالد فدتك الأماني ... و حماك الإله للعرب ذخرا
كلما عالجت يداك عصيا ... سهلته فأصبح العسر يسرا *
جئت و الليل يحجب الفجر عنا ... فأزلت الدجى و فجرت فجرا
سنوات قلائل قد وجدنا ... منك فيها ما يملأ النفس فخرا
فذكرنا و قد نسينا بأنا ... نحن من زلزلوا مهابة كسرى
و عرفنا و قد شكلنا طويلا ... أننا أمة لها المجد كبرى
و وثقنا بأننا أقوياء ... قوة ليس بالملايين تشرى
فتبعناك و الكفاح لدينا ... صار حلوا من بعد أن كان مرا
و هتفنا فلتحي درعا و حصنا... إنما الشعب حين يهتف أدرى
----
* وردت في النص الكلمة "رسهلته " و يبدو انها خطأ مطبعي و الصحيح بحذف الراء كما اعتقد
============================================================
3- قصيدة الهجرة
حنينا الى الفجر المشع و هديه .... اذا اظلمت حولي الدروب تجددا
جاء صدره : حنينا الى فجر الالى و هداهم
=============================================================

4- قصيدة عيد الكويت
و قد وردت في الورقة بعنوان " العيد الوطني "
فأخبث داء في الحياة تفاخر ... بتافه عيش زائل و مظاهر
جاء العجز : على تافه من عيشة و مظاهر
و جاء بين البيت الأخير و الذي قبله قوله :
فللدين و الإيمان و الفضل و التقى ... على نفسه و هو الأمير أوامر
============================================================
5 - قصيدة لم ترد في الديوان بعنوان " بلادي "

جموعا في محبتها فرادى ... بها انقادت خواطرنا انقيادا
بلاد إن أردت الصدق عنها ... فحادث مهجة أو سل فؤادا
تجدها في المشاعر قد تناهت ... سنا فضل و خيرا مستفادا
و للأحرار في الدنيا قلوب ... ترد جميل مكرمهم ودادا
بلادي إن هتفت بها أنادي ... فما أحلى و ما أعلى المنادى
غراس العز منبتها قديما ... ترعرع أصلها منها و سادا
من العرب الذين لهم نفوس ... كحد السيف ومضا و اشتدادا
بنو الأمجاد للأمجاد كانوا ... و كانوا في الملمات السدادا
فلا عن دينهم مالوا انتقاصا ... و لا عن أصلهم خرجوا ارتدادا
حباها الله من نعم أضيفت ... لنعمى لم تكن ماء و زادا
بل الأخلاق تنبتها الليالي... فتغذوها فتمتد امتدادا
كما اََََضحت لدوحتها سماء ... فقد كانت لنشأتها مهادا
فأينع فرعها حتى تسامى ... الى الأفق الذي يعيي ارتيادا
فما تركت بمخمصة فقيرا ... وما أبقت بمفخرة جوادا
بعصر تلطم الأمواج فيه ... فتبتلع المصالح و العبادا
أرانا من تلاطمه أفاع ... سعوا في الغي و ادرعوا الفسادا
أرادوا للبلاد طريق سوء ... فأمضى الله فيهم ما أرادا
و أخزى كل رعديد جبان ... يريد العيش قتلا و اضطهادا
و أين الدين ؟ بل ابليس يطغى ... بأفئدة فيصبغها سوادا
و ما علموا بأن الشعب قلب ... بوجه الغي نبضا و اتحادا
و نار الحقد إن جاءت تلظى ... فنهر الخير يرجعها رمادا
بلادي إن شدوت بها فإني ... أردد باسمها لحنا معادا
أظلتنا و ضمتنا صغارا ... و واجهنا الزمان بها اعتدادا
فأوقفنا النفوس على هواها ... تعادي أو تسالم أو تعادى
و كم مطرت علينا الخير وبلا ... و كنا القانعين به عهادا
فلو أنا رددناها ديونا ... مدى الأعمار لم نبلغ سدادا
أعاد الله عيدك يا بلادي ... و جنب أهلك الكرب الشدادا
و عشت على جبين الدهر نورا ... مع الأيام يزداد اتقادا
و قد كتب في نهايتها " سوف تنشر في إحدى الجرائد "
=============================================================
6- قصيدة " إرادة الله "
فبعد البيت :يا ويح اطماعهم عاثت بهم سقما ... فالعقل في شلل و العين في رمد
و قبل البيت :فلندفع الشر ان هبت عواصفه ... بكل قلب على الإيمان مستفد
جاء قوله :
ان العراق الذي قد هشمت يده ... ما زال في رأسه خبث و في الجسد
و في البيت :
و امدد بعون ولي العهد و ارع له ... دربا يعيد ضياء النور للبلد
جاءت صفاء بدلا من ضياء
================
و اعجبني للشاعر الكثير من الأبيات أذكر منها :
1- قصيدة سوق المناخ :
سوق المناخ و ذي الأسواق نعرفها ... لكنما هو في فعل و تكوين
نادي قمار فلا تعجب اذا دفعوا ... سعر المواضع فيه بالملايين
حب القمار بهم حتى اذا منعوا ... منه استعاروا قمارا بالقوانين
2- قصيدة البورصة :
إن للبورصة أهواء بها الأرزاق تكتب
فهي حينا في جمود و هي حينا تتوثب
و لقد تبرق يوما فإذا بالبرق خلب
و لكم فكر فيها ذو الحجا دوما و قلب
لم يجد قاعدة تبدو عليها السعر يحسب
بل هو التخبيط و التخمين و الحدس يجرب
3- قصيدة غداء :
أبو يوسف قد برا ... فحق المدح و الشكرا
دعا يوما فأسرعت ... الى منزله ظهرا
فما لاقيت الا الجو ... د و الترحيب و البشرا
و قال غداؤنا اليوم ... غزال قد ذي بشرى
مللنا لحمة الضان ... و صار مذاقها مرا
و شح السوق بالأسما .. ك حتى لم تعد تشرى
فأنت اليوم بالغزلا ... ن عندي خير من أقرى
و لما أقبل الطاهي ... يجر ذيوله جرا
و قال تفضلوا قمنا ... سراعا لم نطق صبرا
أقول مخاطبا قلبي ... لقد أتعبتني دهرا
فإن شحت ظباء الإنـ .. ـس هذي ظبية أخرى
من البيداء و البيدا ... ء كم قد أنتجت خيرا
على أطباقها رصت ... لحوم طبقت هبرا
فيا لله ما أحلى ... و يا لله ما أطرى
كأن الروب و الدقو ... س و الفلفل و التمرا
جنود حولنا قامت ... تلبي النهي و الأمرا
فلو أبصرتنا نضر ... ب باليمنى و باليسرى
ظننت بأننا ننوي ... صياما بعد ذا شهرا
و حلينا بتفاح ... و رمان و كمثرى
و أتبعنا بذا لبنا ... بحسن بياضه أغرى
فمن أجل الذي كان ... و من أجل الذي سرا
عشقت الصيد و القنا ... ص و الشاهين و البرا
4- قصيدة في السوق :
وقفت في السوق و قد راق لي ... يوما على دكان عطار
فقال لي البائع عندي هنا ... كل الذي ينفع للدار
ان شئت من صبر و من مرة ... او شئت من صمغ و مسمار
او شئت حلتيتا يداوي الذي ... في البطن من ريح و اعسار
او ربما ترغب في عشرج ... لا شك في مفعوله الساري
قلت له كلا فلا ذا و لا ... ذلك قد جال بأفكاري
فهل ترى عندك في الحق يا ... هذا علاج الحسد الضاري
قال نعم قلت فزدني اذن ... حبا بقلبي فيضه جاري
قال و ماذا قلت فاقرن به ... تعاطف الجار مع الجار
قال و ماذا قلت تقوى بها ... انشط للذكر باسحار
قال و ماذا قلت زد بعده ... للغير في الشدة ايثاري
و زد و لا تنس وفاء و ما ... عندك من اخلاق ابرار
و الجود و الاخلاص و الصدق في ... تواضع في غير اشهار
و كل ما يدني الى رفعة ... و كا ما يبعد عن عار
حتى اذا ما ضم لي حاجتي ... وهما و في ترتيب محتار
مددت كفي نحوه هانئا ... و في يميني الف دينار
فانتفض البائع مستغربا ... و قال لي في لهجة الزاري
هيهات مطلوبك يا سيدي ... يعلو على البائع و الشاري
فكل ما في الارض من ثروة ... او قيمة جلت بمقدار
لا يبلغ المعشار من سعره ... يا سيدي او عشر معشار
و كيف هذا و هو فصل بما ... يميز الجنة عن نار
علما بأن البيت الرابع و الثامن و الحادي عشر لم يردوا في الديوان و إنما وجدتهم ضمن اوراق جدي رحمه الله
و بعد اطلاعي على كتاب " مرايا الذات - عبدالله زكريا الأنصاري - رحلة الكتابة و الشعر " للدكتورة سهام الفريح
تبين لي وجود قصيدتين للشاعر محمد المشاري وردتا في الصفحة 304 و الصفحة 319 و لم تردا في ديوانه

الاثنين، 9 نوفمبر 2009

رشف الزلال في وصف الهلال

اسعد الله اوقاتكم بكل خير

و اذا صفا لي في زمانك واحد .. فهو المراد و أين ذاك الواحد

لعل من توفيق الله لي أن رزقني الله هذا الواحد الذي اكتفيت به عمن سواه

فقد حظيت بصحبة الأخ الكريم فهد الدبوس و قد ثبت اواصر هذه الصداقة ان كانت

ميولنا واحدة حيث جمعنا الأدب و قراءة الشعر

و لا ابالغ ان قلت ان جمعا كثيرا من كتبي في مكتبتي هي هدية منه و كان آخرها

كتاب " رشف الزلال في وصف الهلال "

و ما ان انتهيت من قراءة الكتاب حتى اشار علي أن اورد نبذة مختصرة عنه لعل

احدا يمر فيستفيد او يعرج فيجد ضالة خاصة ان الكتاب يطبع للمرة الأولى


فاخذت برأيه مستعينا بالله و قلت :

" رشف الزلال في وصف الهلال " تأليف صلاح الدين خليل بن أيبك الصفدي - تحقيق محمد عايش

الطبعة الأولى - دار الأوائل

يقع الكتاب في 195 صفحة غير الفهرست

و اقتبس هنا نبذة عن مقدمة الكتاب للمحقق :

يجعل المؤلف قوله تعالى " يسألونك عن الأهلة قل هي مواقيت للناس والحج " محورا ينطلق منه للحديث عن الهلال في

شتى ميادين المعرفة و يقسم ذلك الى عدة جوانب :

الأول : فيما يتعلق بالهلال من اللغة كتعريف الهلال و الليالي التي يطلق عليها اسم الهلال و غير ذلك ، ثم يورد

قصيدتين الاولى للخطيب الحصفكي و الثانية لشرف الدين ابن بنت ابي سعد القاهري في المعاني المختلفة للفظ الهلال

الثاني : فيما يتعلق بالهلال من التصريف حيث يناقش إفراد الهلال و جمعه و يورد كلام ائمة اللغة في ذلك

الثالث : فيما يتعلق بالآية الكريمة من سبب النزول و تفسيرها و ما جاء من الأحاديث في الهلال ثم ما يتعلق به من

الفقه

ثم يتحدث عن المسائل الفلكية المتعلقة بالهلال و القمر

ثم يختم الكتاب بايراد ما له علاقة بالهلال من الاشعار و الآثار

و لعل احد اسباب ميلي الى اقتناء اي كتاب من تأليف الصفدي هو طريقته في طرح الموضوع و مناقشته

و اضافاته التي لا تخلو من علم و تعليقاته التي تنم عن ادب جم و ذوق راق

و اكثر ما يعجبني منه استطراداته حين يذكر ابياتا عدة عن موضوع واحد مما تتبين معه سعة علمه و حفظه

و قد استفدت منه إحدى استطراداته حيث يذكر :

العرب تغلب لفظ التأنيث في اسم العدد فيقولون : سرنا عشرا ، يريدون الأيام و الليالي