الجمعة، 4 فبراير 2011

الهول المعجب في القول بالموجب

كتاب " الهول المُعجـِب في القول بالموجب " للأديب أبي الصفاء خليل بن أيبك الصفدي تحقيق الدكتور
محمد عبدالمجيد لاشين - دار الآفاق العربية - الطبعة الأولى 1425 هـ ، 2005 م
يقع الكتاب في 191 غير الفهارس
شاء محقق الكتاب أن يجعل مقدمة الكتاب للحديث عن الصفدي و عصره فتحدث عن الحياة السياسية و الاجتماعية و
الثقافية فيه ثم تطرق الى الحديث عن الصفدي شأن أي محقق عند الحديث عن المؤلف
يتحدث الصفدي عن القول بالموجب و هو - كما فهمته - حمل كلام المتكلم مع تقريره على خلاف مراده
هذا هوالتعريف الذي استوعبته أما غيره من التعاريف فلم أفهمها و لكن بالأمثلة يتضح المقصود :
* قال الغضبان بن القبعثري - و كان من زعماء الخوارج - و كان مع صحابة له في بستان و ذكر الحجاج فدعا عليه
قائلا : " اللهم سود وجهه و اقطع عنقه و اسقني دمه "
فلما ظفر به الحجاج سأله عن ذلك فقال : أردت العنب ، فقال الحجاج متوعدا : لأحملنك على الأدهم
فقال : مثل الأمير يحمل على الأدهم و الأشهب
قال : ويلك إنه حديد
فقال : لأن يكون حديدا خير من أن يكون بليدا
" فصرف الوعيد بالهوان الى الوعد بالإحسان "
و الأبيات التي أوردها الصفدي في الكتاب أغلبها ذات معنى و فكرة ظريفة غير أنني أعجبت بالآتي :
1- كان عبدالباقي بن محمد المعروف بابن ناقيا قد قرأ على ابن الشبل البغدادي ثم وقع بينهما و تقاطعا و تهاجيا فقيل له
يوما :أ لم تكن قرات على الشيخ ابن الشبل ؟
فقال : بلى ، و إلا من أين لي هذه البلادة التي فيّ
فبلغ ذلك ابن الشبل فقال :
فقل ما شئت إن الحلم دأبي ...و شأني الخير إن حاولت شرا
فأنت أقل أن تلقى بذم ... مجاهرة ، و أن تغتاب سرا
2- قال بهاء الدين زهير :
إلى كم أقاسي لوعة بعد لوعة ... و حتى متى يا بين أنت معي معي
و قالوا : علمنا ما جرى منك بعدنا ... فلا تظلموني ما جرى غير أدمعي
3- و عند حديث المحقق عن الحياة الثقافية في عصر الصفدي و تطرقه الى العلوم العقلية تعرض لذكر نهضة العرب
فذكر أن محمد بن بادي أبي بكر ، شمس الدين الطيبي كان يستعمل نظارة طبية .
و قد أورد الصفدي في كتابه أعيان العصر و أعوان النصر في ترجمة شمس الدين الطيبي ما يلي :
وأنشدني من لفظه لنفسه في العيون الزجاج التي يعانيها من ضعف بصره لرؤية الخط الدقيق، ويضعها على أنفه:
لهفي على دولة التصابي ...وحق لي أن يزيد لهفي
كانت عيوني من فوق خدي ... فاليوم أمست من فوق أنفي

و ختاما فقد أعجبتني ثقافة المحقق و وضعه نبذة عن الأعلام المذكورين في الكتاب و الكلمات الدارجة في عصر
الصفدي مما قد تخفى على القارئ