الاثنين، 23 نوفمبر 2009

مرايا الذات - عبدالله زكريا الأنصاري - رحلة الكتابة و الشعر

شاء لي حظي الحسن ان ادخل الى ركن المجلس الوطني للثقافة و الفنون و الآداب ابان معرض الكتاب فلمحت كتاب " مرايا الذات - عبدالله زكريا الأنصاري - رحلة الكتابة و الشعر " للاستاذة الدكتورة سهام الفريح و كم فرحت أن أرى لهذا الأديب أثرا بعد أن كنت اسمع عنه كشاعر و يتردد في مسمعي مطلع قصيدته :
حامل النقرور يطوي الأرض طي .... مسرعا للبيت كي يشويه شي
فجعلت اتصفح الكتاب الذي وجدته شاملا مسيرته بدئا من نسبه مرورا بنشأته و ثقافته ثم الوظائف التي تسنمها ثم دوره في الحياة الأدبية و الفكرية
و لربما لا يذكر أحد الشاعر فهد العسكر الا و يعقبه بالترحم على عبدالله زكريا الانصاري الذي كان له الفضل بعد الله في حفظ تراث فهد العسكر الشعري بعد ان احرق منه ما احرق و اتلف ما اتلف
و لعل إحدى اللفتات اللطيفة التي ذكرتها المؤلفة هي اغفال الانصاري اسماء الشخصيات التي كانت تتصل بفهد العسكر و تحضر مجلسه و ذلك عند حديث الانصاري عن العسكر حيث يقول " و كان له بعض الاصحاب منهم الشاعر و منهم الأديب و منهم الإنسان ..." و إن كنا نستطيع حصر اثنين من هؤلاء الجلاس :
1- الشاعر عبدالمحسن الرشيد :حيث إنني أذكر لقائي و صديقي فهد الدبوس بالشاعر الذي كان له فضل الحفاظ على قصائد العسكر و تزويد عبدالله زكريا الانصاري حتى ظهر لنا ديوان العسكر بالمظهر الذي نراه الآن
2- عبدالله العلي الصانع :حيث يشير الأخ فهد الدبوس في مؤلفه " الشاعر الراوية الاديب - عبدالله العلي الصانع و صفحة ناصعة من الإبداع الأدبي " الى الشاعر فهد العسكر كأحد أصدقاء عبدالله العلي الصانع و قد ارفق صورة التقطت عام 1948 لمجلس الشاعر فهد العسكر حيث يضم عبدالله العلي الصانع و عبدالله زكريا الانصاري و عبدالرزاق البصير ( الذي يحتمل أن يكون أيضا من جلاس العسكر )( انظر صفحة 61 من الكتاب )
ثم تذكر لنا المؤلفة كتب الانصاري و مؤلفاته فتستعرضها واحدا تلو الآخر مع نبذة عن كل مؤلف او كتاب ثم تذكر ما كتب عن الأنصاري من معاصريه و قارئي مؤلفاته
ثم تتناول المؤلفة شعر الأنصاري فتبدأ ببيان رؤيتها حول شعره و ما يتضمنه من افكار
و بعده تورد اشعار الانصاري التي كتب لها أن تضم بين دفتي كتاب بعد ان كانت متفرقة بين المجلات و الاصحاب
و لعل الانصاري بجزيل فعله مع اشعار فهد العسكر نال شيئا من حقه في حفظ اشعاره و ظهورها للقراء من قبل الدكتورة سهام الفريح و كأنما هو اثبات للمثل العامي " ما سوَّيت سوِّي بك "
و بعد الاطلاع على الكتاب كان لا بد من ابداء استحسان و بعض الملحوظات التي و إن أبديت فإنها لن تنال من فضل المؤلفة في حفظ أشعار الانصاري و اظهارها للقراء
- فقد ورد في الصفحة 137 " و من مداعباته مع الاصدقاء مقطوعته في الشيخ يوسف بن عيسى "الا انه بالاطلاع على القصيدة في صفحة 234 يتبين انها موجهة للشيخ ملا عيسى مطر و الأمر لا يعدو - كما يبدو - غير سبق قلم
فما إن يرد اسم الشيخ يوسف الا و يتبادر الى الذهن يوسف بن عيسى و لذلك وقع الخطأ

- ورد في الصفحة 139 " فأهداه الشيخ احمد غنام الرشيد الحمود ديوانه فكان شكره مقطوعة شعرية "
و بالاطلاع على القصيدة الواردة في صفحة 148 يظهر لنا في الابيات قوله :
اهديتني ديوان شعـــ ... ــر الأخرس الحلو النظام
فيظهر لنا ان شكره - كما نعتقد - جاء بناء على اهداء الشيخ احمد رحمه الله اليه ديوان الأخرس و ليس ديوان شعره
- ورد في صفحة 166 قصيدة الصمت و هي جواب عن رسالة صديق و بالاطلاع صفحة 307 يتبين لنا ان القصيدة جاءت ردا على قصيدة للمشاري الواردة في صفحة 307 حيث اثبتت مرة اخرى قصيدة الانصاري في صفحة 308 فحبذا لو لم تذكر القصيدة اولا في صفحة 166
- في صفحة 288 وردت قصيدة علق في آخرها انها رد على قصيدة الأنصاري " انذار " و لكان أفضل - بحسب رأيي - ان تأتي قصيدة الانصاري قبلها حتى يكون الأمر متسلسلا ، الا ان قصيدة الأنصاري وردت بعدها بثلاث قصائد
-في صفحة 313 وردت قصيدة محمد المشاري ناقصة حيث انها في ديوان المشاري صفحة 221 اطول
و نلتمس العذر للمؤلفة في ذلك نظرا لأن ديوان المشاري صدر بعد مؤلـَّـفها بأربع سنين
و شعر الانصاري - بحسب رأيي - " من حقه ان تسمعه " و قد وقفت على قصائد له اعجبتني منها :
1
- قصيدة اهديت الى الشاعر عبدالمحسن الرشيد وردت صفحة 238
دان له الشعر بأركانه ... فراح يمليه بأشجانه
قد نظم الشعر غناء له ... فأسكت الطير بألحانه
و أذهل الصداح في صدحه ... و أخرس البلبل في بانه
أرسله منسجما رائعا ... مسلسل اللفظ بأوزانه
مهذب المعنى قوي البنا ... يعجز باغيه بإتيانه
قد ضرب الحكمة في قوله ... و أثبت القول ببرهانه
و قد تحاشى الزيف في نظمه ... فجاء مرصوفا ببنيانه
إذ أنه في طبعه شاعر ... قد وزن الشعر بميزانه
فكان فيه ملكا قادرا ... كأنه كسرى بإيوانه
أو أنه في عرشه قيصر ... يملكه الزهو بتيجانه
فيا له من شاعر ناشئ ... قد ذلل الصعب بإيمانه
أضحت له الألفاظ منقادة ... فخاض في ساحة ميدانه
و الشعر لا ينقاد الا لمن ,,, مارسه دوما بإدمانه
خلقت للشعر و ما كل من ... أراده كان بإمكانه
مناله صعب و لكنما ... يناله الحر بسلطانه
و أنت قد دان لك الشعر في ... كل معانيه بأرسانه
فانظم و لا يأخذك في نظمه ,,, عذل عذول ضل في شانه
و رتل الشعر و لا تخش في ,.. ترتيله كثرة عدوانه
و غن فيه مرحا زاهيا ,,, ثم تنقل فوق أفنانه
و اشد به و ابلغ عنان السما ... و أطرب الأذن بإرنانه
و اعزف على قيثاره منشدا ... و حرك النفس بألحانه
فانت بالشعر خليق و قد ... دان لك الشعر بأركانه
2- في صفحة 243 قصيدة كتبها على غلاف كتاب اهداه الى ابن خالته و ذلك لنجاحه في تمثيل دور امير المؤمنين على مسرح الأطفال :
امير المؤمنين اليك اهدي ... كتابا قد حوى قصصا رشيقة
كتابا زاده أدب و فن ... و ألوان من الطرف الرقيقة
و فيه من النوادر كل عجب ... خيالات تزيت بالحقيقة
الا فاقرأه و اقرأه بشوق ... و لا تغفل معانيه الدقيقة
فخذه بقوة الحكماء إني ... أقدمه بأبيات أنيقة
و حسبك قد شدوت بها فجائت ... منمقة اليك من السليق
ةمنمقة تهز النفس هزا ... و تطرب كل ذي أذن مفيقة
اجدت الدور تمثيلا و حفظا ... و فزت به و لم تخطئ طريقه
فصرت بما نجحت به حريا ... كما بك كل أبياتي خليقة
وقاك الله من كيد الأعادي ... و صان خطاك كي تخطو طليقة
3
- و يتبين حسه الفكاهي في صفحة 298 في قصيدة البرجسية
لما الصباح تنفس ... و الريح هب و نسنس
رأيت برجس يزهو ... فيا له اليوم برجس
ياتي الغداء برأس .,.. عال و لا يتنكس
و إن تسلل يوما ... حول الخوان و هسهس
و أبصر اللحم أقعى ... و أبصر الخبز غمس
يجول في الرز طورا ,,, و تارة يتلمس
و بطنه مثل كيس ... لا لرز يكفيه لا الخس
و لا القوازي خرافا ... و لا الجريش المكدس
فيا له ليث غاب ... إما أتى الليل عسعس
و راح يبطش بطشا ... بكل ناعم املس
يوم الخميس يرجى ... في كل ناد و مجلس
حيث الصحاب جلوس ,,, و بينهم هو اطلس
ان كان فينا أكول ..., فبيننا هو اضرس
فليس يخشى صعابا ,,, اما اتى و تحمس
في العاديات شجاع ,,, و في الملمات اشرس
يروقه كل شيء ,,, مقشر او ملبس
و يعلك اللحم علكا ... اما العظام فيلحس
في كل وقت فصيح ... اما على الأكل اخرس
و يترك الصحب دوما ... بالأكل اما تبربس
و ان حشا البطن حشوا ... فبعد ذلك ينعس
و ان تحدث قوم ... عن اكلة راح و اندس
و شمر الساق ركضا ... والقلب منه توسوس
يستاف ريح القوازي ... و لو غدت فوق اطل
سيجتر مثل بعير ... اضناه سير فعرس
فهذه كلمات ... و انت في الجد اكيس
و انها لمزاح ... من شاعر لك قدس
فالبس كريم السجايا ... فإنها لك ملبس
إني أقول ختاما ... بخ بخ يا ابن برجس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق