اسعد الله مساءكم بكل خير
لم أجد الشاعر يختلف عن غيره من الناس الا بكونه صاحب نظرة مخالفة لما تراه الناس
فكأن عينيه تريان ما لا نراه و كأنه يفكر بطريقة غير التي نفكر بها و الا فكيف تسنى له هذا الإبداع و هذه الأفكار
انظر معي الى قول ابن الرومي - كما نسبه محقق ديوان الوأواء الدمشقي مع اني لم أجد البيتين في ديوان ابن الرومي - :
من قاس جدواك يوما ... بالسحب أخطأ مدحك
السحب تعطي و تبكي ... و أنت تعطي و تضحك
و انظر الى قول ابن نباتة المصري :
احبتنا إن عفتم السهل منزلا ... و اخليتم من جانب الجزع موطنا
فقد حزتم دمعي عقيقا و مهجتي ... غضى و سلكتم من ضلوعي منحنى
انظر كيف خطرت له فكرة المنحنى و الضلوع ، فلله دره
و هو القائل يرثي ولد أحد المشايخ و قد توفي دون أن يتم السنة من عمره :
يا راحلا عني و كانت به ... مخايل للفضل مرجوة
لم تكتمل حولا و أورثتني ... ضعفا فلا حول و لا قوة
و لكني كلما قرأت بيتي ابن سناء الملك أقول لله دره على هذه اللمحة الغريبة إذ يقول :
اما و الله لولا خوف سخطك ... لهان علي ما ألقى برهطك
ملكت الخافقين فتهت طرا ... و ليس هما سوى قلبي و قرطك
و اسلموا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق